تخطى إلى المحتوى

قصة قصيرة: نصف الكأس الممتلئ؟ أم نصف الكأس الفارغ؟

يحكى أن هناك قرية صغيرة بها فتىً عبوس كان ندًّا للفرح، يحارب ليساعد الفقراء، وباعتباراته المناضلة أن لايقف عند الفرح، وأن لا يشكر الأغنياء على شيء، كان يعتبر نفسه الحلقة التي تتأرجح بين الكفتين لتحقيق العدالة.
كان الفتى مهووسًا بسدّ الفراغات، وإبداء رأيه في كل شيء، بل إنه لا يقف لاذعًا إلا عند شخص استطاع أن يكون شيئًا ليجعله لا شيء، إذ يرى أن العظيم لا يستحق إلا أن يُسلب ليزداد الذي بجواره تكافؤًا ورفعة.
كانت أحداث هذه القصة مروّعة في زمانها، فقد اختلطت على القرية تنظيمات أخلاقية بسبب الفوضى التي جرت.
حدث ذات مرّة أن شكى أحدهم إلى أحد وجهاء القرية بأن الفتى قتل حصانه الأصيل ليطعم به فقيرًا يعيش في سفحٍ جبلي قرب شلال وصنوبرة، هرع الوجيه نحو الحقيقة التي تدفع الفتى لمثل هذه الأفعال الغريبة، وفعلًا.. ذهب مع رفقائه للفقير، ثم دخلوا عليه في مكانه ليجدوا أن الفتى كان معه حاضرًا، استغرب الرجال من وجودهما معًا، واستكمل الرجال موقفهم بأن وجّهوا خطابهم نحو الفتى عن فحوى هذا السلوك، فقال لهم: “ماهذا التهكّم؟ الله أعلم بقصدي ومسعاي”.
خرج زمام السيطرة عن أحدهم فقطع رأس الفتى بغضب، كان المشهد مروّعًا بالنسبة للجميع، ولم يقف إلى هذا الحدّ! بل رمى بجسده في الشلال وعلق رأسه على الصنوبرة.
مضت الأيام وقرر سلطان القرية أن يسجن القاتل حتى استئناف محاكمته، كان الرجل يبرر أنه قتل سارقًا وجائرًا، لكن فقراء القرية حينها لم يظهر لهم سوى نصف الكأس الممتلئ، ومن يقنع السلطان بأن الوجهاء يرون نصف الكأس الفارغ؟ أظنها شجرة الصنوبر.

أضف تعليق

Goodreads