تخطى إلى المحتوى

التفاصيل التي لنا وعلينا

undefined ماذا عنها؟

يستطيع الفن أن يصنع من التفاصيل الاعتيادية موقفاً كليّاً نبيلاً يستعيد به الإنسان نفسه، ولا يُقصي الأدب على وجه الخصوص أحقية علم النفس في الاستحواذ عليّه، ولا أحداً من أن يكون بارعاً بالأبعاد تلك إذا فكر من أين تبدأ؟ ومتى تنتهي؟

ما يستطيع أن يقوم به الأدب دون سواه: (صناعة نبيلة من مواقف اعتياديّة).

ولا يُلغي كائناً من كان أحقيّة عالم النفس بهذه المكانة، أو تطويع الأدباء لتلك المعرفة عموماً حتى يصبحوا قريبين منها، وهذا ما يغيب عن بعض المختصّين -مع غاية الأسف- ممن يخرجوا من مساق الحالة وتفاصيلها الشيقة إلى رتابة الحياة والإنهزام لصعوباتها، فتتشكل العوائق لديهم وتتفشى الأنانية، ولم يعد يهتموا بصناعة الجمال بقدر إقرار أهليتهم الزائفة على حمل الجمال لوحدهم، ونسوا أن الجمال: صورة حية، واقع مطلق، مجال حيوي، قانون مزدوج، مستوى مثالي لا يستطيع إلا أن يكون واحدًا لا يتجزأ أبدًا.

undefined كيف يمكننا؟

كلنا نعلم بأن أمور الحياة موقنة بالغمر الحسيّ، وأن التفرّعات أوشكت بأن تُنضِب المعاني، حيث لا ذاكرة تتسع الحيازة، ولا مُحيط يستعجل الأخذ، وإنما عليك الإنتباه.. الإنتباه الشديد الذي يُنسيك من أنت.

“إذا كنت بحاجة لإنقاذ كوكبنا خلال ساعة! عليك أن تقضي (55) دقيقة في التفكير بكيفية القيام بذلك”

أينشتاين.

undefined أين موقعنا؟

يجب أن ندرك بأن علم النفس ليس اختصاصاً فقط بقدر ما هو مساقاً صحيحاً للتعرّف على كل شيء بدقةٍ متناهية.

قبل أيام التحقت بدورة تدريبية عن علم النفس التربوي لدى جامعة فالدوستا، كان الهدف الأساسي من الدورة هو السؤال عن تعليمنا الذاتي؟ وكيف علّمنا أنفسنا؟
إجاباتنا عن هذا الأسئلة ستجعلنا نعرف مالذي يؤثر على تعلم الآخرين ببساطة.

لقد أجمع النقد الفني المجزأ أن قدرة الأدب في إيصال رسالته تكمن في قدرة الكاتب على التعاطف (Empathy)، وهذا الشقّ الأول من التفاصيل التي تعكس الحالة الداخلية للنصّ وهي التفاصيل النفسية كما يسموها.
أما النوع الثاني فهي تفاصيل المشهد الداخلي، وتهتم بالنواحي السياقية التي تميز الحالة الخارجية، وعندما نقول خارجية فهي ليست الإقصاء بقدر ماهي قشرة الموقف الداخلي للحدث.

4 replies »

  1. الفن يكون بالتفاصيل التي قد تكون ملهمة ، والتفاصيل فن بحد ذاته👌💕
    وتداخل العلوم ببعضها كالأدب وعلم النفس كمثال وتمازجها تكوّن ايقونة في مجالها يصعب نسيانها..

    دامت لنا فنونك💕

    إعجاب

  2. اهلاً نوره،
    قرأت المقاله مرتين لانها فعلا تحتوي على تفاصيل.
    انا أؤمن بان المقاله فيها العديد من الرسائل الخفيه. بالاسبوع الماضي قرات كتاب يقول ان الدروس اللتي تحتوي على اهتماماً بتفاصيل الحياة “كالمرح” يكون الدرس مفعوله اقوى بكثير من الدروس التقليديه. وهذا يبين اهمية التفاصيل على حياتنا.

    إعجاب

    • رائعة نورة، لغتك وأسلوبك تنم عن مستوى عميق من التفكير،
      “لقد أجمع النقد الفني المجزأ أن قدرة الأدب في إيصال رسالته تكن في قدرة الكاتب على التعاطف”، أحسنتِ فأنت جمعتِ عدة أفكار في جملة واحدة !
      -الفن هو تضمين العاطفة في العمل لاسيما عاطفة الحُب.
      – النظر للآخر من إطاره المرجعي (أي أن نتخيل أنفسنا في موضع من يحدثنا دون أن نعيش ذلك حقيقة) هو ما تحدث عنه كارل يونج ويرى أنه منوط بالمعالج النفسي.
      -لقد قرأت ذات مرة في كتاب (داخل المكتبة خارج العالم) أننا عندما ننقد كتاب لابد أن نقرأه مرتين مرة نقرأه بعين المؤلف دون أدنى نقد ، ومرة بعين القارئ الناقد.
      وكأننا نطلب من الكاتب والقارئ التعاطف وعيش الدور سواء أثناء الكتابة بالنسبة للمؤلف وعند النقد بالنسبة للقارئ.

      وأخيرًا أختم بعبارة رائعة في كتاب (ثورة الفن) تقول : “الفن بأبسط تعريف له هو أن تعمل بحب”.
      يتشابه ذلك مع عمل المختص في المجال النفسي الذي اساس عمله هو “الشعور ” بالآخر .

      نورة، مقالك يعد نص جيد ، يشبهك كثيرًا .. في الحقيقة لدي تعليقات كثيرة كانت عبارات المقال تعمل بمثابة المفاتيح لنوافذ كثيرة في عقلي .. أود بشدة لو كنا الآن في حديقة هادئة نرتشف الشاي وأمامنا بعض البندق التي نرمي بعضها على السناجب المشاكسة التي تلعب أمامنا، وهذا المقال يقبع أمامنا ، نقرأه ونتناقش بدلالات عباراته ، نتبادل خبراتنا وبعض الاقتباسات .. يتخلل ذلك الكثير من الضحكات ♥️ ولكن قريبًا بإذن الله ..

      إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

Goodreads

%d مدونون معجبون بهذه: