في مرحلة شبه مُتأخرة، يُمارس غالبية الناس التفكير والتأمل لما سَبق إنجازه واتخاذه، وهذا مايفسِّر قراراتهم اللاحقة، وفي كل بداية من كل عـام، نجد الناجحين مُنشغلين بتجنيدِ أحلامهم، ويشتري من لا حلم له “أحلاماً فارغة” لا تغُنِي فقير حظ.

أنت لا تحتاج إلى قائمةٍ كبيرة لتحقق من خلالها تطلُّعاتك، وقد يتطلَّب الوفاء بوعودِك الاقتصاد بِـالفكرة “Keep it simple“، وكلما أبقيتهَـا بسيطة، أصبحت أهدافك قابلةً للقياسِ والتنفيذ، بل أكثر وضوحاً عن ذي قبل.

إن القرارات الواقعيّة تتبنى الأهداف على حدٍّ سواء، بل وتُيسر لها سُبل السلام، ولا يوجد ماهو أسوأ من عامٍ جديد بلا أهدافٍ جديدة، أو مع وجود أهدافٍ كثيرة تتضمن وسائل عشوائيّة عن الإمضاءِ تحيد، ستجد أن بداية العام “فرصةٌ مثالية” للتفكيرِ في العام الذي كـان وما ينبغي تحسينهُ في المستقبل، إذ يقول الفيلسوف الصيني كونفوشيوس (孔夫子): “أدرس الماضي إذا كُنتَ سَـتُحدد المُستقبل“.

يُسجِّل معظم الناس قرارات العام الجديد كعرفٍ سائد New Year’s Resolutions، وتستطيع ترصّد المؤثرين في بداية كل عـامٍ جديد وهم يدفعون الناس إلى ذلك..

سأقِف اليوم عند أمرٍ يُمكّنُك من “السيطرةِ على أسفِ الماضي”، ذلك الذي يُهادن الحاضر برفقٍ ويطيِّبُ من بعدهِ كل شيء..

إليك خمسَ استراتيجيـات تمكّنك من “تقويـمِ ماضيك” لاتخاذ قراراتٍ صحيَّة لِعامك الجديد:

1- وجّه اهتمامك على أكثر المشاكل تأثيراً عليك: فتّش عما يَسؤك في نفسِك أكثر؛ فهو الأحقُّ بالتغيير، وابحث عن كيفيةِ تجاوز مثل هذه المعضلة المُستقرّة فيك عُمرا، واسأل نفسك كثيراً عما يجدرُ بك تغييره، كأسبابه وعواقبه وكل ما يرتبط به، يقول ألبرت أنشتاين: “أنا لستُ فائق الذكـاء، ولكنّي أبقى مع الأسئلةِ وقتاً طويلاً“.

2- تحدث عن أسفِك: ابحث عن شخصٍ تثق به كثيراً، وتحدَّث معهُ عما تودُّ اتخاذه جرّاء ما حدث لك، وستجد أن هذا الشخص سيوافقك على ما أقررتَ به، ولا تتخيّل أنك عن السواءِ تحيد، أنت تتحدث عن أمرٍ غير جيِّد تود تغييره، ولا تُقنع نفسك أن ما تُضمره من أفكارٍ غير مُجدية هو من عندك، أنتَ لستَ كذلك، ولا تتمسَّك بخطأ ليس منك، وَأنه لمن السَّهلِ جداً أن تنتزعه.

3- ابحث: أياً كانت تجرِبتك، ستجد من عاشهَـا مثلك، وستتعلّم من تجاربهَم، فهم سيختزلون لك الحلّ على طبقٍ من فِضّة، عليك بجمعِ أكثر الحلولِ الممكنة واليسيرة، تلك التي تختصر عليك النتائج.

4- ارسم حدود مُخيّلتك، وتنبأ بما سيحدث: إن كنتَ غير قادرٍ على استشعار النهاية بعمق، فأنت في الغالب لن تُحقِّق شيئاً من قراراتِك للعامِ الجديد، ولن تتجاوز ماضيك، عليكَ أن تقفز بخيالك لِترى مشهد وصولك، “وابدأ من حيث ينتهي خيالك“.

5- كن ثابتاً: عندما تبدأُ بالتنفيذ، سينتابك بعض الشعورِ الغير مُحبب بين الفينةِ والأخرى، وهذا أمرٌ طبيعي في كل ما لم نعتادُ عليه، بل وستجد نفسك غير قادرة على تحمَّلِ مسؤولية التغييرِ هذه، تجاهل مثلَ هذه المشاعر، وتأكد أن الاستقرار ليس في الاستسلامِ أو الانهزام، بل عندما يتحقق مـا بنيتهُ آخرا، خفِّف من حدّة يأسِك بالفكاهة، ولا تعبس كثيراً بالوجوه، لأن الناس سيشجعونك على تركِ التغيير إذا أصبحت لهم رمزاً بائساً وتعيس.

تعايش مع الجديد إذا رغبتَ أن تكون في نهاية العامِ شخص جديد.