تخطى إلى المحتوى

أهلاً بالعالم..

وبعد..

فإن لغة الأرقـامِ لا تكذب..
 
كنتُ في بدايتي أكتب دون الإحتفاظِ بشيءٍ في مأوى حصين، ولا يهمُّني طمعَ الناسِ فيما أكتُب! فقد نشأتُ كاتبةً قبل أن أكون قارئةً، ولعل هذا الموروثُ المُباغَت مَـا هو إلا دفعة قوية لنهضةٍ في تعلّمي لازالت حتّى الآن..
 
كتبتُ لأستعيد نفسي من جديد، وأتقمَّصُ دورَ القارئ في كل مرّة، حتى أصبحتُ لنفسي النـاقدُ الأول، والمُعجب الأول، لقد فَعلتُ كل ذلك للتنفيسِ من جانب، وللرسم بالكلماتِ من جانبٍ آخر، إضافة إلى إحياء الفكرةِ بدلاً من قتلها كسبَبٍ رئيسيّ يَجعلُنِي أفعلُ كل هذا.
 
ففي كل مرةٍ أكتب! أكتشِفُ من خلالِ تلك الكتابةَ (ولادةٌ جديدةٌ) لشيءٍ لم يكن موجوداً في الأصل، حتى صارت تلك التفاصيلَ بعدئذٍ مُدهشة بالنسبةِ لامرئٍ ظانَّاً منه أنهُ يَكتِبُ عَبثاً.
 
قوةُ الكلمة، وإيمَـاني بها، انعكسَا على ثقتي بالمعنَى إيجاباً، واليوم.. أصبحَ لا يَسؤنِي الكلامَ الواقعي، ذاك الذي يُعتَبرُ لدى آخرين قسوةً أو تعدّي..
كلُّ مَـا في الأمرِ أن تفسيري للكلمةِ اختلفَ عن ذي قبل بسبب الكتابة..
 
فلا رجاءَ بمن يُحب أن يقرأ لنفسِه سُوى أن تجعلهُ يقرأُ نفسَه حتى يَمِلْ..
هذا وإن مَلَّ!..

 



Tumblr_Logo.svg

 
ولأنِّـي حريصةً على اقتفاءِ عدد الزوار، لم أكن أتوقع أن كتَاباتي العشوائيةَ قد تجتذب القرّاء، لكنّي تأملتُ الفَرق عندما شَهِدَتْ مدونتي على تِمبلر Tumblr قرابة (4000) زائر خلال النصف الأخير من عام (2013)، بالرغمِ من أن 70% منها لم يكن إلا إعادة تدوين (Reblog) لمنشوراتٍ نالت على إعجابي من قبلِ آخرين.
 
أما عن هذه المُنشَأة، فقد انطلقت منذ عـامُ (2015)، ولكني لم أجد الوقتَ الذي يجعلني أكتبُ ولو شيئاً لأجلِها، فدوافعِ الكتابةِ قد أُجتُثَّت في الوقتِ الذي تزامن مع إكمالِ دراستي من جديد، لم أتوقع أن تعليمي قد نهض بكتابتِي حتى أُستحدِثت جودتها هذا اليوم، وأعتَقِدُ بأنِّي أحترمتُ الكلماتَ عندما كنتُ أدرِسُ آنذاك وبشكلٍ كبيرٍ جِدّاً، فلم أكن مازحةً في شأنِ ذلك إطلاقـاً، قد يراه البعضَ إسرافاً في التركيزِ أوِ إنحيازٍ عن المعهود، ومـا كان يَعنيني دون سواه، أنِّي أحترمتُ الحرفَ البليغ وصدّقتُ كلَّ مَـا جاء من ورائه عِلمٌ رصين.
 
وأخيراً.. رغِبْتُ أن أضعَ في العالمِ شيئاً يُشبِهُنِي فقط، شيئاً يجعلُنِي أضَعُ مَـا أريدُ في الوقتِ الذي أُريد، ولعلَّ هذا المُستقرُّ أهلاً لذلك..
 
سأكتفي بهذا القَدر، وسأجعل تدويناتي القادمةَ تتحدثُ عما يُشبِهني أكثر.
أتمنى أن تكونَ بدايةً جيدةً في الحديثِ عن تمبلر ولو بجُزءٍ يسير..
فَهُو عالمٌ جميلٌ يستحِقُّ أن أذكرَه.

 

1 replies »

أضف تعليق

Goodreads